جواب الشرط هنا محذوف ، وتقديره : لو يعلم الذين كفروا ما ينتظرهم من بلاء وعذاب يوم يأتيهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، لما استعجلوا ما أنذروا به من عذاب الله.
ـ وفى قوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) إشارة إلى أنهم لن ينصروا فى هذه الدنيا ، بل ستحلّ الهزيمة بهم ، وأنهم لن يجدوا فى الآخرة من ينصرهم من بأس الله إذا جاءهم.
قوله تعالى :
(بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ).
الضمير فى (تَأْتِيهِمْ) يراد به السّاعة التي يكذبون بها ، ويستعجلونها ..
فالساعة لا تأتيهم حسب تقديرهم ، وحسب موعد معلوم لهم .. بل ستأتيهم بغتة ، أي مباغتة ، ومفاجأة (فَتَبْهَتُهُمْ) أي تخزيهم ، وتفضح معتقدهم فيها .. (فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها) أي دفعها ومنعها .. إنها بلاء واقع بهم ، ليس لها دافع .. (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) أي لا ينتظر بهم فى الدنيا ، حتى يصححوا معتقدهم ، ويهيئوا أنفسهم للقاء هذا اليوم ..
قوله تعالى :
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ..
هو عزاء للنبىّ ، وتسرية لما يلقى من قومه من أذى ، وما يواجه به من استهزاء وسخرية .. فهو ليس وحده من بين رسل الله ، الذي وقف منه قومه هذا الموقف اللئيم ، بل إن كثيرا من رسل الله قد أعنتهم أقوامهم ، وأغروا بهم السفهاء منهم ..