التفسير :
قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) ..
مناسبة هذه الآيات لما قبلها ، هى أن الآيات السابقة قد ذكّررت المشركين وما جاءهم به النبىّ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ من هدى ورحمة ، فعموا وصموا ، وأعرضوا .. وفى ذكر موسى وهرون ، وما آتاهما الله من كتاب ، يكشف عن أمرين :
أولهما : أن النبىّ ليس بدعا فيما جاء به قومه من هدى السماء ، بل إن أنبياء كثيرين ، ومنهم موسى وهرون ، قد جاءوا إلى أقوامهم بآيات الله وكلماته ..
وثانيهما : أن اليهود ، على رغم ما جاءهم من آيات الله الحسية إلى جانب آيات الكتاب ، لم يستقيموا على دعوة الحق ، بل كان لهم مكر بآيات الله ، وكفر بها .. وفى هذا تعريض باليهود ، وبأنهم على ضلال ، وأنهم مدعوون إلى أن يصححوا عقيدتهم على ضوء هذا الكتاب الذي بين يدى الناس ، والذي سيلقاهم به النبىّ بعد قليل ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) ما يحتاج إلى بيان :
فما الفرقان؟ وما الضياء؟ وما الذكر؟
أهى شيء واحد؟ وأن الفرقان هو الضياء ، وهو الهدى ، وهو الذكر؟ أم هى الفرقان ، والضياء ، والذكر؟