إنّ محاولة الاطلاع على جميع المصاحف المنسوبة للإمام في تركيا وإيران واليمن ومصر والمقايسة بينها لم يكن بالشيء الهيّن بل هو في غاية الصعوبة ، وإن كان ذلك هو أملنا ومبتغانا لكن تحققه في هذا الوقت القصير هو عسير.
وإنّا نرى فيما قام به بعض المستشرقين والشخصيات والمؤسسات والحكومات في البلدان الإسلامية ـ منذ أوائل القرن الماضي وحتّى اليوم ـ من طبع النسخ القرآنية والأناجيل القديمة طبق الأصل خطوة مفيدة في هذا المضمار ، وهي تخدم الباحثين وتساعد المحققين في حقل الدراسات القرآنية والبالبوجرافيا في بحوثهم ، وهي ظاهرة حضارية متميزة نأمل الارتقاء بها إلى مستوى أعلى.
١ ـ وقد كان أول من طبع القرآن طبق الأصل وبشكله التراثي هو دي. اس. رايس [D. S. Rice] الذي نشر مصحف ابن البواب المكتوب سنة ٣٩١ هجرية بخط النسخ ، والمحفوظ أصله في مكتبة تشيستر بيتى (دبلن ـ إيرلندا) (١).
٢ ـ ثمّ تبعه المستشرق الروسي بيساريف [S. Pissaref] في عام ١٩٠٥ بنشر نسخة طبق الأصل لمصحف سمرقند (تشطقند) (٢). تم طباعة ٥٠
__________________
(١) The Unique Ibn Al ـ Bawwab Manuscript : Complete Facsimile Edition of the Earliest Surviving NaskhiQu’ran, Chester Beatty Library, Dublin, Manuscript K. ١٦. Graz : Akademische, ١٩٨٣.
(٢) Coran Coufique de Samarcand : écrit d’après la Tradition de la Propre Main du Troisième Calife Osman (٦٤٤ ـ ٦٥٦) qui se trouve dans la Bibliothèque ImpérialePublique de St. Petersbourg, ١٩٠٥, St. Petersberg.