قلت : وهذا الذي قاله أبو بكر أظهر واللهُ أعلم ، فإنّ عليّاً لم يُنقَل عنه مصحف ـ على ما قيل ـ ولا غير ذلك ، ولكن توجد مصاحف على الوضع العثماني يقال إنّها بخط عليّ ـ رضي الله عنه ـ وفي ذلك نظر ، قال في بعضها (كتبه علي بن أبو طالب) وهذا لحن من الكلام ، وعليّ ـ رضي الله عنه ـ من أبعد الناس عن ذلك ، فإنّه كما هو المشهور عنه هو أول من وضع علم النحو ـ فيما رواه عنه أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي (١).
فإذا ورد مثل هذا الإشكال على ما كتبه الامام علي ، فما الجواب؟
الجواب :
أولاً : نحن لا نسلم بأنّ هذه النسخة هي التي كتبها الإمام عليّ ، كما لا نستبعد أن تكون بعض تلك النسخ هي ـ كما قاله ابن كثير ـ موضوعة عليه من قبل اليهود أو المجوس ، أو من قبل النفعيين للارتزاق ، أو من قبل الأمويين وأتباع عثمان لتصحيح الشبهة الواردة من وجود اللحن في القرآن على لسان عثمان.
ثانياً : قد يصحّ القول (علي بن أبوطالب) على الحكاية ، وذلك أنّ (أبو طالب) عَلَم في محلّ جر للإضافة ، وهذا غير اللحن الذي أشار إليه سعيد بن
__________________
(١) فضائل القرآن : ٨٨.