وفي رواية أبي رافع : فألّفه كما أنزله الله وكان به عالماً (١) ، وفي ما رواه ابن الضريس عن عِكْرِمة ، قال محمد بن سيرين : فقلت له : ألّفوه كما أُنزِل ، الأوّل فالأوّل؟ قال عكرمة : لو اجتمعت الإنس والجِنّ على أن يُؤلّفوه ذلك التأليف ما استطاعوا (٢) ، قال محمد : وأراه صادقاً.
وقال الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) : وقد جمع أمير المؤمنين القرآنَ المُنزَلَ مِن أوّله إلى آخره ، وألّفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدّم المكيَّ على المدنيّ ، والمنسوخ على الناسخ ، ووضع كل شيءٍ في محله (٣).
فما هو المراد والمقصود من ترتيب المصحف حسب النزول؟ أو ما قاله رسول الله والأئمّة من اهل بيته في جمع الإمام للقرآن وأنّه كان (كما أُنزل).
وهل أنّ ذلك هو بيان للمراد الحقيقي الذي اراده الله تعالى ، وأنّه عليهالسلام جمع ما أنزله الله على رسوله من دون زيادة أو نقصان؟
أو أنّه بيان لجمع الايات ايةً اية طبقا للوقائع والحوادث؟ أو أنّه بيان إلى ترتيب السور أولاً فالأول ـ : المكية قبل المدنية.
فلو كان هذا فلا يتطابق مع ترتيب المصحف الرائج اليوم الذي يبدأ بالطوال ثمّ بالمَئين وأخيراً يختم بالقصار ، فما هو الجواب؟
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٣٢٠ ، فصل في المسابقة بالعلم ، وعنه في بحار الأنوار ٨٩ : ٥٢.
(٢) فضائل القرآن : ٣٥ / ٢١ و ٢٢.
(٣) المسائل السروية : ٧٩.