قبل كلّ شيء لابد من توضيح أمر مهم يتعلق بجمع القرآن وإن كنّأ قد بيّناه في كتابنا (جمع القرآن) ، ملخصه :
من المعلوم أنّ رسول الله كان له كتبة يكتبون الوحي عنه ، وأنّه صلىاللهعليهوآله كان يسرع بتدوين ما ينزل عليه فيدعوا فلاناً وفلاناً لكي يكتبوا عنه وكان صلىاللهعليهوآله يأخذ تلك الصحف منهم للاحتفاظ بها ، مع سماحه لهم بالاستنساخ عنها ، وقد بقيت تلك النسخ في بيت رسول الله وخلف فراشه ، قال المحاسبي في فهم السنن ما نصّه :
«كتابة القرآن ليست بمحدثة ، فإنّه صلىاللهعليهوآله كان يأمر بكتابته ، ولكنّه كان مُفرّقاً في الرقاع ، والأكتاف ، والعُسُب ، فإنّما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعاً ، وكان ذلك بمنزلة أوراقٍ وُجدت في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فيها القرآن منتشراً ، فجمعها جامع وربطها بخيط ، حتّى لا يضيع منها شيء» (١).
__________________
(١) مناهل العرفان ١ : ١٨٠ / باب جمع القرآن على عهد أبي بكر رضي الله عنه (ونحن ناقشنا بعض فقرات كلام المحاسبي في كتابنا (جمع القرآن) فراجع).