وقال الزرقاني في مناهل العرفان : وكان صلىاللهعليهوآله يدلّهم على موضع المكتوب من سورته ، فيكتبونه فيما يسهل عليه من العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الكتف والأضلاع ثمّ يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وروى القمّي في تفسيره بسنده عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ، ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة. فانطلق عليٌّ عليهالسلام فجمعه في ثوبٍ أصفر ، ثمّ ختم عليه في بيته ، وقال : لا أرتدي حتّى أجمعه. فإنّه كان الرجل لَيَأتيه فيخرج إليه بغير رداء ، حتّى جمعه» (٢).
إذن نسخة الأصل كانت موجودة عند رسول الله وفي بيته ، فمن ورثها من بعده؟ وعند مَن بقيت؟ هل هي عند زوجاته أم عند بنته الوحيدة فاطمة الزهراء؟
الجواب : لم نسمع أحداً من نساء النبي قد ادعت أنّها قد حازت نسخة رسول الله أو أنّ تلك النسخة كانت موجودةً عندها إلّا ما جاء في رسالة عثمان إلى الأمصار وفيه : «... فأرسلتُ إلى عائشة أُمّ المؤمنين أن ترسل إليَّ بالأَدَم الذي فيه القرآن الذي كُتب عن فم رسول الله حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمّد وأنزله عليه ...» (٣).
__________________
(١) مناهل العرفان ١ : ١٧٢.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٤٥١ ـ عنه : بحار الأنوار ٨٩ : ٤٨ / ح ٧.
(٣) تاريخ المدينة لابن شبة ٢ : ١٢٠ / ح ١٧٢٢.