فلو صحّ اختصاص عائشة بمصحفٍ دون غيرها من نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلماذا لا نراها تنقل عنه شيئاً حينما كانت تُسأل عن بعض المسائل الفقهية؟!
بل لماذا لا تستشهد بمصحفها وما فيه من الآيات في المسائل الخلاقيّة الواقعة بينها وبين نساء النبيّ الأُخْرَيات اللاتي كنّ يخطِّئنها في مسألة رضاع الكبير (١) وأمثاله؟!
على أنّها ادّعت بأنّه أُنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحرمن) ، ثم نُسخَت تلك بخمس معلومات ، فتوفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله وهنّ فيما يُقرأ من القرآن.
فلماذا لا تريهنّ تلك الآية في مصحفها لحلّ الاختلاف؟ بل تكتفي عائشة بدعواها أنّ شاةً أو داجناً أكلت تلك الآية التي كانت تحت سريرها!!
أيّ قرآنٍ هذا تعنيه عائشة؟! هل هو القرآن الذي أُخذ عن فم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أو أنّه القرآن الذي جمعه زيد بأمر عثمان وأشرك اسمها فيه مع اسم حفصة ، أو أنّه قرآنٌ ثالث؟!
فلو كان القرآن المكتوب عندها هو الذي أُخذ عن فم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والذي أوحاه الله إلى جبرئيل عليهالسلام ، والذي كان يعرضه الرسول على جبرئيل كلّ عام ، فهل هناك من مبرّر لكي تأمر مولاها أن يضيف جملةً جديدة ـ لم تكن في المصحف الرائج ـ ، وهي جملة (وصلاة العصر)؟
__________________
(١) سنن ابن ماجة ١ : ٦٢٦ / ١٩٤٧ ، سنن البيهقي الكبرى ٧ : ٤٥٩ / ح ١٥٤٢٦ ، مسند الشاميّين ٤ : ١٩١ / ح ٣٠٧٩.