تثبيت فؤاد النبيّ محمد صلىاللهعليهوآله (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) (١) ، فإذا لم تقع الواقعة في الخارج فلا يجوز للنبي البوح بها وقراءتها قبل وقوعها إلّا بأمرٍ خاصّ منه تعالى. بل على الرسول الانتظار إلى وقوعها ، قال سبحانه : (ولاتحرك لسانك لتعجل به إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ * فَإِذَا قرآناهُ فَاتَّبِعْ قرآنهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (٢).
ومثله قوله تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) (٣) اوقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) (٤) أو قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) (٥) أو قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ مَا ذَا يُنْفِقُونَ) (٦) أو قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) (٧) وأمثالها.
ومما يدل على وجود كلّ من الإنزال والتنزيل في الكتاب العزيز والنزول الدفعي والنزول التدريجي هو قوله تعالى : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (٨).
__________________
(١) سورة الفرقان : ٣٢.
(٢) سورة القيامة : ١٦ ـ ١٩.
(٣) سورة البقرة : ١٤٤.
(٤) سورة البقرة : ١٨٩.
(٥) سورة الإسراء : ٨٥.
(٦) سورة البقرة : ٢١٥ ، ٢١٩.
(٧) سورة الكهف : ٨٣.
(٨) سورة هود : ١.