سيفه (١) ، دلالة على صغر حجم المجموعة بحيث يمكن حملها تحت الإبط ومع حمالة السيف ، ولكن في أخبار أخرى أنّه حمل مصحفه على جمل (٢).
ومن المعلوم بأنّ حمله على جمل لا يتّفق مع كونه كان يئطّ (٣) من تحت سيفه ، وأنّ المجموع الأول أكبر ولا يتّفق مع المجموع الثاني ، إذن كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
نحن من خلال تتبّعنا لأخبار المصحف في الكتب الحديثية الشيعية وقفنا على نصَّين محكيَّين عن الإمام علي عليهالسلام كانتا هما الانطلاقة الأولى لحل هذه الإشكالية عندنا وعند غيرنا ، فسعينا من خلالهما ومما عرفناه من كلمات القوم بأنّ ترتيب (قرآن التلاوة) ليس على ترتيب (نزوله) ، لأنّ نزوله كان على حسب الأسباب والوقائع ، أمّا التلاوة لما رآه الله من سبب (٤) ، فسعينا أن نجمع بين القولين ، وأن نعطي رؤية توفيقية بينهما ، وأن نخرج برؤية موحَّدة قد ترضي الكثير من الباحثين ، خلاصتها :
أنّ للامام علي عليهالسلام ترتيبين للمصحف ، أو قل مجموعتين مدوَّنتَين.
كتب في أحدهما : ما جُمع ورُتّب على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله حسبما وضّحناه قبل
__________________
(١) إثبات الوصية للمسعودي : ١٢٣ ، وفيه : ثم ألّف القرآن وخرج إلى الناس وقد حمله في إزار معه وهو يئط من تحت سيفه.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣٥.
(٣) اَطّ يعني صوّت ، أي كان المصحف يصوت مع حركات سيفه.
(٤) مناهل العرفان ١ : ١٧٩ / باب لماذا لم يجمع القرآن أيامئذ في صحف ولا مصاحف.