وعليه فلا يمكن تصور خطأ جبرئيل الأمين أو خطأ رسول الله في القراءة والإقراء ، كما لا يمكن تصور عدم معرفة أمثال ابن مسعود للقراءة الصحيحة لان رسول الله لا يغوي أحداً حينما يوصي بابن مسعود وقراءته ، إذن القراءة الصحيحة هي موجودة ضمن قراءة الامام علي وابن مسعود وأبي ، هذا عن الأمر الشفهي والإقرائي.
أما المرحلة الرابعة ـ وهي الكتابة ـ فكان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام هو الوحيد الذي ضبط المتلوَّ لفظاً كتابةً وأنّه هو الذي نقل المتنَ الشفهي ، إلى نصٍّ مدوَّنٍ كتبيّ طبقاً لأصول العربية.
وبذلك يكون الله ورسوله وجبرئيل الأمين وأمير المؤمنين عليّ ـ وبجنبهم الصحابة الذين ورد فيهم النص في جلالة قدرهم في القرآن ـ هم الذين حَفِظوا هذا القرآن من التحريف ، وهو معنى قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ) وقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وذلك لدقّتهم وتثبّتهم في ضبطه لفظاً وكتابة.
بخلاف عثمان الذي قيل عنه بأنّه جامع القرآن وكان من الذين تلقّوا القرآن مع ابن مسعود وابي وعلي وعرضوه على رسول الله (١) وامثال ذلك.
فعثمان اشتهر عنه بأنّه رأى في القرآن المجموع على عهده لحناً فلم يسعَ
__________________
(١) انظر معرفة القرًاء الكبار للذهبي ١ : ٢٤ / ١ ، الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله.