مكث (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ).
والثالثة : تعيين رسول الله صلىاللهعليهوآله رجالاً من الصحابة ، أمثال : الإمام علي عليهالسلام ، وابن مسعود ، وأُبي بن كعب (١) لتعليم وإقراء الناس القرآن في عهده ثمّ مِن بعده ، فقال صلىاللهعليهوآله عن ابن مسعود : مَن أراد أن يقرأ القرآن كما أُنزل فليقراه بقراءة ابن أم عبد (٢) ، وهكذا ورد قريب منه في أمير المؤمنين علي عليهالسلام (٣) وأُبي بن كعب (٤).
فهؤلاء هم الخيرة من الصحابة الذين يجب الأخذ عنهم في القراءة ، وهم الذين أُبعدوا في سياسة الخلفاء ومنهجيتهم عن جمع القرآن ، لكن هذا الإبعاد لم يؤثر على إصالة القرآن وحجيته ، لأنّ هذا القرآن ليس ما جمعه أولئك إذ أنّهم اعتمدوا الشاهدين في جمعهم ، وسورتي الحفد والخلع وآية رجم الشيخ والشيخة قد اكتمل فيها العدد وزاد على الشاهدين من الصحابة ، فلماذا لا نراه مدوّناً في قرآن التلاوة اليوم مع اكتمال العدد وهذا يؤكّد بأنّ هذا المصحف هو ليس بمصحف الخلفاء بل أنّه مصحف رسول الله وما نزل به جبرئيل على محمّد.
__________________
(١) وهؤلاء هم الذين أبعدهم عثمان عن جمع القرآن
(٢) المعجم الكبير ٩ : ٧١ / ٨٤٢٣ ، ٨٤٢٤ ، مستدرك الحاكم ٢ : ٢٤٦ / ٢٨٩٣ ، و ٢ : ٢٤٧ / ٢٨٩٥.
(٣) انظر تاريخ البخاري ٨ : ١٦٥ / ٢٥٧٠ ، تاريخ دمشق ٢٧ : ١٠٠.
(٤) صحيح البخاري ٣ : ١٣٨٥ / ح ٣٥٩٨ و ٤ : ١٨٩٦ / ٤٦٧٦ ، صحيح مسلم ١ : ٥٥٠ / ٧٩٩.