إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يَدَي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف (١).
بهذه المنهجية ضبط الدؤلي المتلوّ من القرآن شفهاً وحفظاً ضبطها كتابةً وتدويناً أيضاً ، وبذلك فقد اتحد ضبط المسلمين مع ضبط أمير الؤمنين وبذلك يكون الإمام هو الذي قعّد هذا الأمر وأنّ فضل ذلك يرجع إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، لأنّه هو الذي علمه أصول الإعراب ، وهذا الكلام هو مما يقرّ به جميع المسلمين.
وبذلك فقد عرفت بأن الوحي والقرآن مرّ بعدة مراحل : بعضها شفهي والآخر كتبي ، فالشفهي كان على عهدة جبرئيل الأمين ورسول الله والكتبي كان في عهدة الصحابة الكتّاب وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأنّ الأخير قعّد أصول الكتابة والخط والنحو لمن يأتي من بعده ، وإليك المراحل الأربعة التي مرّ بها الذكر الحكيم :
أحدها : جاء خطاباً من الله لرسوله في قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
والثانية : خطاباً من الباري لرسوله وإيعازاً منه إليه بأن يُقرأ الناس على
__________________
(١) الفهرست لابن النديم : ٥٩ ، وزاد ابن الأنباري في (نزهة الألبّاء : ١٩) ، فإن اتبعتُ شيئاً من هذه الحركات غُنّة فانقط نقطتين.