تلك النسخة التي كتبها الإمام تعينها ، فقد تكون مكتوبة من على نسخته عليهالسلام ولهذا نسبت إليه عليهالسلام.
وقد تكون بعضها مكتوبة بخطه ثم أضيف إليها شيء آخر بخط غيره إكمالا لها في العصور المتأخرة ولهذا نُسبت جميعها إلى الإمام عليهالسلام كما مر في كلام الامام الزيدي الهادي بن يحيى بن الحسين.
وقد يكون للإمام أمر بكتابتها فنسبت إليه وهناك علل أخر.
وبهذا فقد اتضح للمطالع الكريم بأنّ القرآن الكريم هو واحد عند الجميع وان له عدة مخطوطات قيّمة في العالم الإسلامي والغربي ، بعضها ناقصة وأخرى كاملة ، وهي مكتوبة في أحجام متفاوتة وعلى أجناس وأصناف مختلفة ، قال الدكتور غانم قدّوري الحمد :
وتوجد الآن في مكتبات العالم مجموعة كبيرة من المصاحف القديمة ، أو قطع منها ، قد كتبت على الرق ، وبالخطّ الكوفي القديم ، مجردة من النقط والشكل ومن كثير مما ألحق بالمصاحف من أسماء السور وعدد آيها وغير ذلك بحيث تبدو أقرب إلى الصورة التي كانت عليها المصاحف الأولى (١). إلى أن يقول :
ومهما كان الرأي في تلك المصاحف فإنّها ـ دون شك ـ قديمة ترجع إلى
__________________
(١) أنظر جولدتسيهر : ٢٩٨ ، ومحمد طاهر الكردي : تاريخ القرآن : ١١٩ ـ ١٢٠ ، وناصر النقشبندي : المصاحف الكريمة في صدر الإسلام. مقال في مجلة سومر مج ١٢ سنة ١٩٥٦ ج ١ و ٢ ، ص ٣٥ ، ود. سعاد ماهر : مشهد الإمام علي في النجف القاهرة. دار المعارف ١٣٨٨ هـ ص ١٩٦ وما بعدها.