القرون الهجرية الأولى ، بل ربما إلى القرن الأوّل بالذات ، خاصة حين لا يظهر فيها أي أثر للاصلاحات التي أدخلت على الخطّ العربي في النصف الثاني من القرن الأوّل الهجري ، إلّا بعض العلامات النادرة أحياناً ، فهي بذلك أقرب إلى الفترة التي يحتمل أن تكون المصاحف العثمانية موجودة فيها ، وربما نسخت منها أو من مصحف نسخ من أحدها ، وهي لذلك خير ما يمثل واقع الرسم الذي نسخت به المصاحف العثمانية.
وتملك مكتبات التراث الإسلامي في مصر خير مجموعة من تلك المصاحف القديمة ، كذلك يروى أنّ أحد تلك المصاحف القديمة (١) كان موجوداً في الحرم النبوي في المدينة المنورة حتّى الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ ـ ١٩١٨ م) حيث نقله العثمانيون إلى الآستانة مع إنسحابهم من أراضي الحجاز ، ويقال انّه انتقل إلى ألمانيا (٢).
ومنها مصاحف محفوظ الآن في مدينة طشقند في تركمنستان الإسلامية في روسيا ، وقد قامت بنشره ـ في مطلع هذا القرن ـ جميعة الآثار القديمة الروسية ، وطبعت منه خمسين نسخة (٣) ، ومع ذلك فإنّ الدراسات عن تلك المصاحف
__________________
(١) Abbott, p. ٥٧.
(٢) انظر : محمد طاهر الكردي : تاريخ القرآن ص ١٢٠ وM. Hamidullah , p. ٤٣٠.
(٣) كان هذا المصحف في جامع خواجه عبيد الله الأحرار ، ثم اشتراه حاكم تركمنستان ونقله إلى بطرسبورج فوضع في دار الكتب القيصرية ، وسمي هناك المصحف السمرقندي ، وأشيع أنّه المصحف الإمام الذي قتل عليه الخليفة عثمان بن عفان فكان