ومظاهرته للمشركين عليهم ، وحضوره معهم بعض الحروب ، حتى أراد ابنه حنظلة أن يثور إليه ، ثم قيامه في كيده الإسلام ـ مشهور في السّير والمغازي ، وهو الّذي بنى أهل النفاق مسجد الضّرار لأجله ، فنزلت فيه : (وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [التوبة : ١٠٧].
١٠٣٥٦ ـ أبو عائشة : غير منسوب.
ذكره أبو نعيم في الصحابة ، وتبعه أبو موسى في الذيل ، وأخرجا من طريق الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا إسحاق بن بهلول بن حسان ، حدثنا أبو داود الحفري ، حدثنا بدر بن عثمان ، عن عبد الله بن مروان ، قال : حدثني أبو عائشة ، وكان رجل صدق ، قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات غداة ، فقال : «رأيت قبل الغداة كأنّما أعطيت المقاليد والموازين ...» (١) الحديث. وفيه : فوضعت في إحدى الكفتين ، ووضعت أمتي في الأخرى ، فوزنت بهم فرجحتهم. وهكذا أخرجه يعقوب بن شيبة في مسندة للعلل عن إسحاق بن بهلول سواء. أورده عنه ابن فتحون في كتابه أوهام ابن عبد البر ، ولم ينقل كلام يعقوب ، ولا الموضع الّذي أخرجه فيه ، والأخلق أن يكون في مسند ابن عمر ، وهذا وقع فيه وهم صعب ، فإنه سقط منه الصحابي ، فصار ظاهره أنّ الصحبة لأبي عائشة ، وليس كذلك ، فقد ذكره البخاري في الكنى المفردة ، فقال : قال أبو داود الحفري بهذا السند سواء ، وبعد قوله رجل صدق عن ابن عمر ـ قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... فذكر الحديث بعينه.
وتبعه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، فقال أبو عائشة ، وكان رجل صدق ، روى عنه عبد الله بن عمر ، روى عنه عبد الله بن مروان. وكذا قال ابن حبان في ثقات التابعين في آخره : أبو عائشة روى عن ابن عمر. روى عنه عبد الله بن مروان ، وقد مشى هذا الوهم على ابن الأثير ، وعلى الذهبي ، وعلى من تبعهما.
١٠٣٥٧ ـ أبو عائشة : آخر.
ذكره البغويّ ، وابن أبي عاصم في الوحدان ، وجوّز أبو موسى أن يكون الّذي قبله ، وتبع في ذلك أبا نعيم ، فإنه أورد حديثه في ترجمة الّذي قبله ، وهو غيره.
وأخرج حديثه من طريق يحيى بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عنه ـ أن اليهود أتوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالوا : حدثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبيّ. قال : «وما هنّ»؟ فذكر الحديث.
__________________
(١) أورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٦١ وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال فرجح في الجميع ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت ورجاله ثقات.