امرأته ، فقالت : إنما أعدّك ولدا وأنت من صالحي قومك ، ولكن آتي النبي صلىاللهعليهوسلم فأستأمره ، فأتته فذكرت له ذلك ، فقال : «فارجعي إلى بيتك». ونزلت : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) [النساء : ٢٢].
وقد تقدم أن سنيدا أخرجه عن هشيم ، عن أشعث ، فقال : عن عدي مرسلا. وقال : لما مات أبو قيس بن الأسلت ... إلخ. وقيل : إن قوله الأسلت وهم من بعض رواته. ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أنّ قيس بن الأسلت مات في الجاهلية ، فكأن قيس بن أبي قيس الّذي وقعت له هذه القصة آخر ، ووقع الغلط في تسميته قيسا كما سبقت إليه الإشارة هناك.
١٠٤٣٦ ـ أبو القين الحضرميّ (١).
له رؤية ، روى عنه سعيد بن جمهان ـ أنه مرّ بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم ومعه شيء من تمر في حديث ذكره. وقيل : إنه أبو قين نصر بن دهر ، كذا ذكره أبو عمر مختصرا.
وأخرجه الدّولابيّ ، والبغويّ ، وابن السّكن ، وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق يحيى بن حماد ، عن حماد بن سلمة ، عن سعيد بن جمهان ـ أنه مرّ بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم على حمار ومعه شيء من تمر ، فقام النبيّ صلىاللهعليهوسلم ليأخذ منه شيئا ينثره بين أصحابه ، فانبطح عليه وبكى ، فقال : «زادك الله شحّا» (٢) ، فكان لا ينفك منه شيء.
وفي رواية ابن عديّ بهذا السند إلى سعيد بن جمهان أن عمّ أبي القين ركب حمارا وبين يديه شيء من تمر ، فقام عمّ أبي القين ليأخذ منه شيئا فانبطح. فذكره.
وأخرجه ابن مندة ، من طريق هدبة ، عن حماد ، فقال : عن سعيد بن جمهان ، عن أبيه ـ أن مولاه أبا القين الأسلمي مرّ على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو غلام ، فقام إليه عمه ... فذكره. وقال في آخره : فكان من أشحّ الناس. وأنكر ابن مندة زيادة قوله عن أبيه ، وأن الناس رووه عن سعيد بن جمهان ، عن أبي القين. وقال البغوي : أبو القين سكن البصرة ، ولم يحدّث بغير هذا الحديث ، ولا رواه عن سعيد بن جمهان. ولم أر من نسبه حضرميا كما قال أبو عمر. فالله أعلم.
__________________
(١) أسد الغابة ت ٦١٩١ ، الاستيعاب ت ٣١٨٢.
(٢) أخرجه الدولابي في الكنى ١ / ٤٩ ، وانظر المجمع ٣ / ١٢٧ ، ١٠ / ٧٢ ، والكنز (٢٠٧٠٢) ، وأورده الهيثمي في الزوائد ٣ / ١٣٠ عن أبي القين وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.