أن (١) النار لا يدخلها الا كافر وبظاهر قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ، لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٢) أن كل من يصلى النار كذلك ، وبظاهر قول الله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (٣) أنه (٤) لا يترك الحكم بما أنزل الله الا كافر ، فلما لم يلزم أن لا يدخل النار الا كافر (٥) بهذه (٦) الآيات لم يلزم أن يكون كل فاجر فى جهنم وكل آكل أموال اليتامى ظلما وكل من يأكل أموال الناس بالباطل فى النار للآيات التى تلوناها. والجواب عن كل آية يعتلون بها فى الوعيد كالجواب عن هذه الآيات. وقوله تعالى. (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً) يحتمل من يفعل ذلك مستحيلا (٧) ويحتمل الجميع. وقوله : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) يحتمل البعض منهم وهم الكفار ، ويحتمل الجميع وكذلك الجواب عن كل آية فى الوعيد. ويلزم المعتزلة ان يكون جميع أهل الشمال
__________________
(١) يزيد ب وتبعه ل ، م كلمة «مكذبا» قبل قوله «أن» ويجب حذفها لأن «أن» متعلقة بقوله : «لجاز أن يقضى ..» قبلها.
(٢) س ٩٣ الآيات ١٤ ـ ١٦.
(٣) س ٥ الآية ٤٤ وقد غير م «الكافرون» فى الأصل الى «الفاسقون» كما أشرنا الى ذلك فى المقدمة.
(٤) ب : تركها الناسخ.
(٥) أو تبعه : كافرا ، وقد غيرها م الى «فاسق» كما أشرنا الى ذلك أيضا.
(٦) متعلق بقوله «لم يلزم».
(٧) ب وتبعه ل : مستحيلا.