(ساءَ ما يَحْكُمُونَ) : قبح حكمهم في ذلك إذ آثروا أوثانهم على الله.
(لِيُرْدُوهُمْ) : اللام لام العاقبة ومعنى يردوهم : يهلكوهم.
(وَلِيَلْبِسُوا) : ليخلطوا عليهم دينهم.
(حِجْرٌ) : أي ممنوعة على غير من لم يأذنوا له في أكلها.
(حُرِّمَتْ ظُهُورُها) : أي لا يركبونها ولا يحملون عليها.
(افْتِراءً عَلَى اللهِ) : أي كذبا على الله عزوجل.
(عَلى أَزْواجِنا) : أي إناثنا.
(وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً) : أي إن ولد ما في بطن الحيوان ميتا فهم فيه شركاء الذكور والإناث سواء.
(سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حمقا وطيشا وعدم رشد وذلك لجهلهم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في التنديد بأفعال العادلين بربهم أصنامهم وأوثانهم فأخبر تعالى عما كانوا يبتدعونه من البدع ويشرعون من الشرائع بدون علم ولا هدى ولا كتاب مبين فقال تعالى عنهم (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً) (١) أي جعل أولئك العادلون بربهم لله تعالى مما خلق من الزرع والأنعام نصيبا أي قسما كما جعلوا للآلهة التي يؤلهونها مع الله سبحانه وتعالى نصيبا ، (فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ، (٢) وَهذا لِشُرَكائِنا). وقوله تعالى : (بِزَعْمِهِمْ) لأنه سبحانه وتعالى ما طلب منهم ذلك ولا شرعه لهم وإنما هم يكذبون على الله تعالى ثم إذا أنبت أو أنتج ما جعلوه لله ، ولم ينبت أو ينتج ما جعلوه للشركاء حولوه إلى الشركاء بدعوى أنها فقيرة وأن الله غني ، وإذا حصل العكس لم يحولوا ما جعلوه للآلهة لله بنفس الحجة وهي أن الشركاء فقراء ، والله غني.
هذا معنى قوله تعالى : (فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ ، وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ) وهو تحيز ممقوت وتحكم فاسد فلذا قبح تعالى ذلك عليهم فقال (ساءَ
__________________
(١) في الكلام ايجاز إذ حذف منه المقابل وهو وجعلوا لآلهتهم نصيبا وحذفه كان لدلالة ما بعده عليه.
(٢) الزعم بفتح الزاي وقد تضم وتكسر أيضا لغات والفتح أشهر والزعم الكذب قال شريح القاضي رحمهالله تعالى إن لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا وقد كذب المشركون فيما جعلوه لله تعالى حيث لم يشرع ذلك لهم وإنما هم مفتاتون