(وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) : بالجوائح تصيبها ، وبعدم صلاحيتها.
(الْحَسَنَةُ) : ما يحسن من خصب ورخاء وكثرة رزق وعافية.
(سَيِّئَةٌ) : ضد الحسنة وهي الجدب والغلاء والمرض.
(يَطَّيَّرُوا بِمُوسى) (١) : أي يتشاءمون بموسى وقومه.
(الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ) : الطوفان الفيضانات المغرقة ، والجراد معروف بأكل الزرع والثمار ، والقمل جائز أن يكون القمل المعروف وجائز أن يكون السوس في الحبوب ، والضفادع جمع ضفدعة. حيوان يوجد في المياه والمستنقعات.
(وَالدَّمَ) : والدم معروف قد يكون دم رعاف أو نزيف ، أو تحول الماء ماء الشرب الى دم عبيط في أوانيهم وأفواههم آية لموسى عليهالسلام.
(فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) : حيث لم يؤمنوا بهذه الآيات. أي مفسدين حيث حكم بإهلاكهم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في قصص موسى مع آل فرعون انه لما شاهد فرعون وآله آية العصا وانهزام السحر أمامهم وإيمان السحرة حملهم الكبر على مواصلة الكفر والعناد فأصابهم الرب تعالى بجفاف وقحط سنوات لعلهم يذكرون ، ولم يذكروا فحول الله تعالى جدبهم الى خصب ، وبلاءهم إلى عافية فلم يرجعوا وقالوا في الرخاء هذه لنا نحن مستحقوها وجديرون بها ، وقالوا في القحط والبلاء قالوا هذه من شؤم موسى وبني إسرائيل ، قال تعالى (أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) وذلك لأنه مدبر الأمر وخالق كل شيء وجاعل للحسنة أسبابها وللسيئة أسبابها ولكن أكثرهم لا يعلمون فلذلك قالوا اطيرنا بموسى ومن معه وأصروا على الكفر ولجوا في المكابرة والعناد حتى قالوا لموسى (مَهْما) (٢) (تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ
__________________
(١) أصل الكلمة : يتطيّروا فأدغمت التاء في الطاء لأنّ مخرجهما واحد ، والطير والتطير مأخوذ من زجر الطير. إذ كانوا إذا أرادوا عملا ما سفرا ونحوه يزجرون الطير فإن تيامن في طيرانه أقدموا على العمل ، وإن تشاءم تركوا فهذا أصل اليمن والشؤم كان في الجاهلية وأبطله الإسلام. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (الطيرة شرك ثلاثا) وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل وعلمهم أن يقولوا : (اللهم لا طير إلّا طيرك ولا خير إلّا خيرك ولا إله غيرك).
(٢) أصل مهما : ما. ما الأولى شرطية والثانية زائدة توكيدا للجزاء فكرهوا حرفين من جنس واحد متجاورين فأبدلوا الألف هاء فصلت بين الميمين.