(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠))
شرح الكلمات :
(إِنْ يَنْتَهُوا) : عن الكفر بالله ورسوله وحرب الرسول والمؤمنين.
(ما قَدْ سَلَفَ) : أي مضى من ذنوبهم من الشرك وحرب الرسول والمؤمنين.
(مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) : في إهلاك الظالمين.
(لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) : أي شرك بالله واضطهاد وتعذيب في سبيل الله.
(وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) : أي حتى لا يعبد غير الله.
(مَوْلاكُمْ) : متولي أمركم بالنصر والتأييد.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في بيان الإجراءات الواجب اتخاذها إزاء الكافرين فيقول تعالى لرسوله صلىاللهعليهوسلم (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (١) مبلغا عنا (إِنْ يَنْتَهُوا) أي عن الشرك والكفر والعصيان وترك حرب الإسلام وأهله (يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) يغفر الله لهم ما قد مضى (٢) من ذنوبهم العظام وهي الشرك والظلم ، وهذا وعد صدق ممن لا يخلف الوعد سبحانه وتعالى. (وَإِنْ يَعُودُوا) إلى الظلم والاضطهاد والحرب فسوف يحل بهم ما حل بالأمم السابقة قبلهم لما ظلموا فكذبوا الرسل وآذوا المؤمنين وهو معنى قوله تعالى (فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ
__________________
(١) نزلت في أبي سفيان ورجاله المشركين في مكة قبل الفتح.
(٢) في الصحيح : (الإسلام يجبّ ما قبله ، والتوبة تجبّ ما قبلها).