نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) لأنهم يتوبون كمخشي بن حمير ، (١) (نُعَذِّبْ طائِفَةً) أخرى لأنهم لا يتوبون وقوله تعالى (بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) علة للحكم بعذابهم وهو إجرامهم بالكفر والاستهزاء بالمؤمنين إذ من جملة ما قالوه : قولهم في الرسول صلىاللهعليهوسلم يظن هذا يشيرون إلى النبي وهم سائرون ـ يفتح قصور الشام وحصونها فأطلع الله نبيه عليهم فدعاهم فجاءوا واعتذروا بقولهم إنا كنا نخوض (٢) أي في الحديث ونلعب تقصيرا للوقت ، ودفعا للملل عنا والسآمة فأنزل تعالى (قُلْ أَبِاللهِ) الآية.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ الكشف عن مدى ما كان يعيش عليه المنافقون من الحذر والخوف.
٢ ـ كفر من استهزأ بالله أو آياته أو رسوله.
٣ ـ لا يقبل اعتذار (٣) من كفر بأي وجه وإنما التوبة أو السيف فيقتل كفرا.
٤ ـ مصداق ما أخبر به تعالى من أنه سيعذب طائفة فقد هلك عشرة بداء الدبيلة «خراج يخرج من الظهر وينفذ ألمه إلى الصدر فيهلك صاحبه حتما».
(الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٦٧) وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ
__________________
(١) هو مخشي بن حمير الأشجعي وقد تاب عند سماعه هذه الآية وحسن إسلامه.
(٢) الخوض : الدخول في الماء ، ثم استعمل في كل دخول فيه تلويث وأذى.
(٣) اختلف العلماء في الهزل في سائر الأحكام كالبيع والنكاح والطلاق على ثلاثة أقوال لا يلزم مطلقا ، يلزم مطلقا ، التفرقة بين البيع وغيره ، وهذا الراجح ، لأنّ النكاح والطلاق والعتاق ورد فيها النص من السنة لحديث الترمذي وحسنه مع وصفه بالغرابة وبه العمل عند جماهير الصحابة والتابعين والفقهاء وهو : (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة) وحديث الموطأ : (ثلاث ليس فيهن لعب : النكاح والطلاق والعتق).