إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ٢ ]

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ٢ ]

تحمیل

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ٢ ]

415/657
*

(لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ) : أي لا تعاقبوهم.

(رِجْسٌ) : أي نجس لخبث بواطنهم.

معنى الآيات :

ما زال السياق الكريم في المخلّفين من المنافقين وغير المنافقين فقال تعالى (إِنَّمَا (١) السَّبِيلُ) أي الطريق إلى عقاب المخلّفين على الذين يستأذنونك في التخلّف عن الغزو وهم أغنياء أي ذوو قدرة (٢) على النفقة والسير (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) أي النساء (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) بسبب ذنوبهم فهم لذلك لا يعلمون أن تخلفهم عن رسول الله لا يجديهم نفعا وأنه يجرّ عليهم البلاء الذي لا يطيقونه. هؤلاء هم الذين لكم سبيل على عقابهم ومؤاخذتهم ، لا على الذين لا يجدون ما ينفقون ، وطلبوا منك حملانا فلم تجد ما تحملهم عليه فرجعوا إلى منازلهم وهم يبكون حزنا. هذا ما دلت عليه الآية الأولى (٩٣) أما الآيات الثلاث بعدها فهي في المخلّفين من المنافقين يخبر تعالى عنهم فيقول (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) يطلبون العذر منكم إذا رجعتم إلى المدينة من غزوكم. قل لهم يا رسولنا لا تعتذروا لأننا لا نؤمن لكم أى لا نصدقكم فيما تقولونه ، لأن الله تعالى قد نبّأنا من أخباركم (٣) وسيرى الله عملكم (٤) ورسوله. إن أنتم تبتم فأخلصتم دينكم لله ، أو أصررتم على كفركم ونفاقكم ، وستردّون بعد موتكم إلى عالم الغيب والشهادة وهو الله تعالى فينبئكم يوم القيامة بعد بعثكم بما كنتم تعملون من حسنات أو سيئآت ويجزيكم بذلك الجزاء العادل. وقوله تعالى (سَيَحْلِفُونَ (٥) بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ) يخبر تعالى رسوله والمؤمنين فيقول سيحلف لكم هؤلاء المخلّفون إذا رجعتم إليهم أي إلى المدينة من أجل أن تعرضوا عنهم فأعرضوا (٦) عنهم أي لا تؤاخذوهم ولا تلتفوا إليهم إنهم رجس أي نجس ، ومأواهم جهنم جزاء لهم بما كانوا يكسبونه من

__________________

(١) أي : العقوبة والإثم.

(٢) هؤلاء هم المنافقون تردد ذكرهم تنديدا بهم وكشفا لحالهم وتحذيرا من سلوكهم.

(٣) أي : أطلعنا على سرائركم وما تخفي نفوسكم.

(٤) أي : ما تستأنفونه من أعمال بعد اليوم صالحة أو طالحة.

(٥) أي : بأنهم ما قدروا على الخروج لأعذار لهم يدّعونها كذبا لتصفحوا عنهم ، وتتركوا لومهم وعتابهم.

(٦) الفاء تفريعية أي : إذا كانوا يريدون الإعراض عنكم فأعرضوا عنهم وجملة : (إِنَّهُمْ رِجْسٌ) : تعليلية أي علة للإذن لهم بالإعراض عنهم يريد : إنهم ذوو رجس.