عَلَيْهِمْ) هذا هو الصنف الثالث من أصناف المتخلفين فالأول هم المنافقون والثاني هم التائبون والثالث هو المقصود بهذه الآية وهم ثلاثة أنفار كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فهؤلاء لم يأتوا الرسول صلىاللهعليهوسلم ليعتذروا إليه كما فعل التائبون المتصدقون بأموالهم منهم أبو لبابة حيث ربطوا أنفسهم في سواري المسجد فأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بمقاطعتهم (١) حتى يحكم الله فيهم ، وهو معنى قوله تعالى (مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فإن عذبهم أو تاب عليهم فذلك لعلمه وحكمته. وبقوا كذلك حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ثم تاب الله تعالى عليهم كما جاء ذلك بعد كذا آية من آخر هذه السورة (أَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ الصدقة تكفر الذنوب وتطهر الأرواح من رذيلة الشّح والبخل.
٢ ـ يستحب لمن يأخذ صدقة امرىء مسلم أن يدعو له بمثل : آجرك الله (٢) على ما أعطيت وبارك لك فيما أبقيت.
٣ ـ ينبغي للتائب من الذنب الكبير أن يكثر بعده من الصالحات كالصدقات والصلوات ونحوها.
٤ ـ فضيلة الخوف والرجاء فالخوف يحمل على ترك المعاصي والرجاء يحمل على الإكثار من الصالحات.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ
__________________
(١) هؤلاء هم : كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع.
(٢) هو معنى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) إذ الصلاة الدعاء لغة.