هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠))
شرح الكلمات :
(الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) : الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم.
(وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ) : أي لا يغشى وجوههم.
(قَتَرٌ) : غبرة من الكآبة والحزن.
(السَّيِّئاتِ) : جمع سيئة ما يسيء إلى النفس من ذنوب الشرك والمعاصي.
(مَكانَكُمْ) : أي الزموا مكانكم لا تفارقوه.
(فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ) : فرقنا بينهم.
(هُنالِكَ) : أي ثمّ.
(تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ) : أي تختبر.
(ما أَسْلَفَتْ) : أي ما قدمت.
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) : أي غاب عنهم ما كانوا يكذبون.
معنى الآيات :
بعد أن ذكر تعالى في الآية السابقة أنه يدعو إلى دار السّلام ذكر جزاء من أجاب الدعوة ومن لم يجبها فقال للذين أحسنوا فآمنوا وعبدوا الله بما شرع ووحدوه تعالى في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته فهؤلاء جزاؤهم الحسنى وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى وجهه الكريم في دار السّلام ، وأنهم إذا بعثوا لا يرهق (١) وجوههم قتر ولا ذلة كما يكون ذلك لمن لم يجب دعوة الله تعالى ، وقرر جزاءهم ووضحه بقوله : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) (٢) (هُمْ فِيها خالِدُونَ) وذكر جزاء من أعرض عن الدعوة ورفضها فأصر على الكفر والشرك والعصيان
__________________
(١) الرهق : الغشيان ، يقال رهقه يرهقه رهقا : إذا غشيه من باب خرج.
(٢) اسم الإشارة عائد إلى الذين أحسنوا.