(أُحْكِمَتْ) : أي نظمت نظما متقنا ورصفت ترصيفا لا خلل فيه.
(فُصِّلَتْ) : أي ببيان الأحكام ، والقصص والمواعظ ، وأنواع الهدايات.
(مِنْ لَدُنْ) : أي من عند حكيم خبير وهو الله جل جلاله.
(مَتاعاً حَسَناً) : أي بطيب العيش وسعة الرزق.
(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : أي موت الإنسان بأجله الذي كتب له.
(وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ) : أي ويعط كل ذي عمل صالح فاضل جزاءه الفاضل.
(عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) : هو عذاب يوم القيامة.
(يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) : أي يطأطئون رؤوسهم فوق صدورهم ليستتروا عن الله في زعمهم.
(يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) : يغطون رؤوسهم ووجوههم حتى لا يراهم الله في نظرهم الباطل.
معنى الآيات :
قوله تعالى (الر) هذا الحرف مما هو متشابه ويحسن تفويض معناه إلى الله فيقال :
الله أعلم بمراده بذلك. وإن أفاد فائدتين الأولى : أن القرآن الكريم الذي تحداهم الله بالإتيان بمثله أو بسورة من مثله قد تألف من مثل هذه الحروف : آلم ، آلر ، طه ، طس حم ، ق ، ن ، فألفوا مثله فإن عجزتم فاعلموا أنه كتاب الله ووحيه وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا به ، والثانية أنهم لما كانوا لا يريدون سماع القرآن بل أمروا باللغو عند قراءته ، (١) ومنعوا الاستعلان به جاءت هذه الحروف على خلاف ما ألفوه في لغتهم واعتادوه في لهجاتهم العربية فاضطرتهم إلى سماعه فإذا سمعوا تأثروا به وآمنوا ولنعم الفائدة أفادتها هذه الحروف المقطعة.
وقوله تعالى (كِتابٌ (٢) أُحْكِمَتْ آياتُهُ) أي المؤلف من هذه الحروف كتاب عظيم أحكمت آياته أي رصفت ترصيفا ونظمت تنظيما متقنا لا خلل فيها ولا في تركيبها ولا معانيها ، وقوله : (ثُمَّ فُصِّلَتْ) أي بين ما تحمله من أحكام وشرائع ، ومواعظ وعقائد
__________________
(١) شاهده في قوله تعالى من سورة (فصلت) : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ).
(٢) التنكير في (كِتابٌ) للتفخيم والتعظيم ، والإحكام أصله : اتقان الصنعة مشتق من الحكمة التي هي وضع الشيء في موضعه فإحكام الآيات : سلامتها من الأخلال : التي تعرض لنوعها كمخالفة الواقع ، والخلل في اللّفظ أو في المعنى.