شرح الكلمات :
(ثُمَّ بَدا لَهُمْ) : أي ظهر لهم.
(الْآياتِ) : أي الدلائل على براءة يوسف.
(أَعْصِرُ خَمْراً) : أي أعصر عنبا ليكون خمرا.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ) : أي دين.
(ما كانَ لَنا) : أي ما انبغى لنا ولا صح منّا.
(أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ) : أي أن أشرك بالله شيئا من الشرك وإن قل ولا من الشركاء وإن عظموا أو حقروا.
(ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا) : أي ذلك التوحيد والدين الحق.
(وَعَلَى النَّاسِ) : إذ جاءتهم الرسل به ولكنهم ما شكروا فلم يتبعوا.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن يوسف عليهالسلام وما حدث له بعد ظهور براءته من تهمة امرأة العزيز قال تعالى (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) أي ثم ظهر للعزيز ومن معه من بعد ما رأوا الدلائل الواضحة على براءة يوسف وذلك كقدّ القميص من دبر ونطق الطفل وحكمه في القضية بقوله (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ) الخ وهي أدلة كافية في براءة يوسف إلا أنهم رأوا سجنه إلى حين (١) ما ، أي ريثما تسكن النفوس وتنسى الحادثة ولم يبق لها ذكر بين الناس. وقوله تعالى (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ (٢) فَتَيانِ) أي فقرروا سجنه وادخلوه السجن ودخل معه فتيان أي خادمان كانا يخدمان ملك البلاد بتهمة (٣) وجهت إليهما. وقوله تعالى (قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) وكان هذا الطلب منهما بعد أن أعجبا بسلوكه مع أهل السجن وحسن معاملته وسألاه عن معارفه فأجابهم
__________________
(١) ذكر للحين آماد مختلفة : فقد قيل : ستة أشهر ، وقيل : ثلاثة عشر شهرا وقيل : تسع سنين ، وما في التفسير أصح تلك الأقوال.
(٢) رضي بالسجن ولم يرض ارتكاب الفاحشة لعصمة الله تعالى له ، ومن هنا قال العلماء : لو أكره مؤمن على الفاحشة أو السجن لتعيّن عليه أن يدخل السجن ولا يرتكب الفاحشة.
(٣) هذه التهمة هي : تآمرهما على قتل الملك بوضع سمّ في طعامه أو شرابه ، وفعلا كان الطاهي قد وضع سما في الطعام وأعطى حيوانا فمات لفوره ، ومن ثمّ أدخلا السجن معا نظرا للحكم عليهما.