بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) أي ينبت أي قابل للإنبات من سائر للزروع والنباتات ويقول فأخرجنا من ذلك النبات خضرا وهو (١) القصيل للقمح والشعير ، ومن الخضر (٢) يخرج حبا متراكبا في سنابله ، ويقول عزوجل : (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ) أي ويخرج بإذن الله تعالى من طلع النخل قنوان جمع قنو العذق دانية متدلية وقريبة لا يتكلف مشقة كبيرة من أراد جنيها والحصول عليها ، (٣) وقوله (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ) يقول وأخرجنا به بساتين من نخيل وأعناب ، وأخرجنا به كذلك الزيتون والرمان حال كونه مشتبها في اللون وغير متشابه في الطعم ، كلوا من ثمره إذا أثمر وينعه ينبت لديكم ذلك التشابه وعدمه ، وختم الآية بقوله : إن في ذلكم المذكور كله (لَآياتٍ) علامات ظاهرات تدل على وجوب ألوهية الله تعالى وبطلان ألوهية غيره (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لأنهم أحياء يفعلون ويفكرون ويفهمون أما غيرهم من أهل الكفر فهم أموات القلوب لما ران عليها من أوضار الشرك والمعاصي فهم لا يعقلون ولا يفقهون فأنى لهم أن يجدوا في تلك الآيات ما يدلهم على توحيد الله عزوجل؟
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ الله خالق كل شيء فهو رب كل شيء ولذا وجب أن يؤله وحده دون ما سواه.
٢ ـ تقرير قدرة الله على كل شيء وعلمه بكل شيء وحكمته في كل شيء.
٣ ـ فائدة خلق النجوم وهي الاهتداء بها في السير في الليل في البر والبحر.
٤ ـ يتم إدراك ظواهر الأمور وبواطنها بالعقل.
٥ ـ يتم إدراك أسرار الأشياء بالفقه.
٦ ـ الإيمان بمثابة الحياة ، والكفر بمثابة الموت في إدراك الأمور.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا
__________________
(١) خضر بمعنى أخضر كمطرة بمعنى ماطرة ومنه قولهم : أرنها نمرة أركها مطرة أي أرني سحابة كأنها نمرة في شكلها أركها ماطرة يتصبب منها الماء الغزير.
(٢) قال ابن عباس رضي الله عنه يريد القمح والشعير والسلت والذرة والأرز وسائر الحبوب.
(٣) هذا قصار النخل إذ يجنى ثمارها لمدة عشر سنوات والمرء يتناول منها بيديه وهو واقف عندها وبعد ذلك ترتفع وتطول فيرقى اليها.