التاسع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي (١) ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن الجارود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسنعليهالسلام وهو يقول : «خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم ويدي في يده هكذا وهو يقول : خير الخلق بعدي (٢) وسيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كربلاء ، أما إنه وأصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة ، ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء الله في أرضه وحججه على عباده ، وأمناؤه على وحيه ، وأئمة المسلمين ، وقادة المؤمنين ، وسادة المتقين ، تاسعهم القائم الذي يملأ الله عزوجل به الأرض نورا بعد ظلمتها ، وعدلا بعد جورها ، وعلما بعد جهلها ، والذي بعث أخي محمدا بالنبوة واختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرائيل ، ولقد سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وأنا عنده ـ عن الأئمة بعده فقال للسائل : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (٣) عددهم بعدد البروج ، ورب الليالي والأيام والشهور إن عدتهم كعدة الشهور (٤) فقال السائل : فمنهم يا رسول الله؟ فوضع رسول الله صلىاللهعليهوآله يده على رأسي فقال : أولهم هذا وآخرهم المهدي، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أنكرهم فقد أنكرني ، ومن عرفهم فقد عرفني ، بهم يحفظ الله عزوجل دينه ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم يرزق عباده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، هؤلاء أصفيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين» (٥).
__________________
(١) في المصدر : عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.
(٢) في المصدر : خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا ، وهو إمام كل مسلم ، ومولى كل مؤمن بعد وفاتي. ألا وإني أقول : خير الخلق بعدي وسيدهم ابني هذا ، وهو إمام كل مؤمن ، ومولى كل مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وخير الخلق وسيدهم بعد الحسن. الحديث.
(٣) البروج : ١.
(٤) في المصدر : ان عددهم كعدد الشهور.
(٥) كمال الدين : ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ط ١٣٩٠ هج ـ طهران.