معرفة الرسول والشهادة له بالنبوة ، وأدنى معرفة الرسول الاقرار بنبوته ، وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن الله عزوجل ؛ وبعده معرفة الإمام الذي قام بنعته (١) وصفته واسمه في حال اليسر والعسر ، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل (٢) النبي إلا درجة النبوة ووارثه ، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله ، والتسليم له في كل أمر ، والردّ إليه ، والأخذ بقوله ، ويعلم أن الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنا ، ثم بعدي موسى ابني ، ثم بعده علي ابنه ، وبعد علي محمد ابنه ، وبعد محمد علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، والحجة من ولد الحسن.
ثم قال : يا معاوية جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه ، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال ، فلا يغرنك قول من زعم أن الله يرى بالبصر ، وقد قالوا أعجب من هذا ، أو لم ينسبوا أبي آدم إلى المكروه ، أو لم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه؟ أو لم ينسبوا داود عليهالسلام إلى ما نسبوه من حديث الطير؟ أو لم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا؟ أو لم ينسبوا موسىعليهالسلام إلى ما نسبوه من القتل؟ أو لم ينسبوا رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ما نسبوه من حديث زيد؟ أو لم ينسبوا علي بن أبي طالب إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم ، أعمى الله أبصارهم ، كما أعمى قلوبهم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا» (٣).
السبعون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسن (٤) قال : حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى قال : حدثني محمد بن همام قال : حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي ، عن يونس ابن ظبيان قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمدعليهالسلام فقلت : يا ابن رسول الله إنّي دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم (٥) يقول : إن لله وجها كالوجوه ، وبعضهم يقول : له يدان واحتجّوا في ذلك بقوله تعالى : (قالَ : يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ
__________________
(١) في البحار : الإمام الذي به يأتم بنعته.
(٢) العدل : النظير والمثل.
(٣) الانصاف ص ٣١٣ ـ ٣١٦ عن النصوص على الأئمة الاثني عشر لابن قولويه ، كفاية الاثر للخزاز ص ٣٥ ، البحار : ٤ / ٥٤ ـ ٥٥ ، وج ٣٦ / ٤٠٦ ـ ٤٠٨.
(٤) في البحار : علي بن الحسين ، وفي الانصاف : محمد بن علي بن علي بن الحسين.
(٥) في البحار : دخلت على مالك وأصحابه وعنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت.