والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي». فقال له حصين : ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قال الحميدي : زاد في حديث جرير «كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به ، وأخذ به، كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ».
وفي حديث سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيان نحوه ، غير أنّه قال : «ألا وإني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله ، وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة. وفيه :
فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا. وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» (١).
الخامس والعشرون : من الجمع بين الصحاح الستة ـ من الجزء الثالث : من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين في باب مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، وذلك على حد ثلث الكتاب ، من صحيح أبي داود السجستاني. وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي ، قال ابن سريحة وزيد بن أرقم : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).
السادس والعشرون : ومن الكتاب المذكور ، من الباب المذكور ، من صحيح أبي داود ـ وهو كتاب السنن ـ وصحيح الترمذي ، عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد ابن ارقم : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلىاللهعليهوآله فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة عند الجحفة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : «أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزوجل فاجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : اوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي. فإنهما لن يفترقا حتى يلقوني على الحوض». فقال له حصين : ومن أهل بيته؟ أليس
__________________
(١) صحيح مسلم : ٤ / ١٨٧٣ ، ط. بيروت. ومر الحديث بسنده ولفظه في ص ٣٣٠ من هذا الجزء.
(٢) احقاق الحق : ٦ / ٢٢٩ ، عن الجمع بين الصحاح. ورواه الترمذي في جامعه ، ط. الهند ١٣١٠.