عن العباس القصباني ، عن داود بن الحصين (١) ، عن فضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لما أوقف رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق : فقالت فرقة : ضل محمد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : يهواه يقول في أهل بيته وابن عمه. فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى*ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)»(٢).
التاسع عشر : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمشي عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا اسري به (٣) إلى السماء انتهى إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله عزوجل : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) (٤) فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرائيل : يا محمد اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومد لك إمامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منها فانفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من اجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها (٥) الآخر ، فعبر رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : تقدم يا محمد ، فقال له : «يا جبرائيل : ولم لا تكون معي»؟
قال ليس لي أن أجوز المكان (٦) فتقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى فقال تبارك وتعالى : «أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتته (٧) ، انزل على عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك» ، فهبط رسول الله صلىاللهعليهوآله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فانزل الله تبارك وتعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (٨) فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ
__________________
(١) في البرهان : داود بن الحسين.
(٢) البرهان : ٤ / ٢٤٥. والآية في سورة النجم : ١ ـ ٥.
(٣) في المصدر : انتهى به جبرائيل.
(٤) الانعام : ١.
(٥) في المصدر : لا يفقهها اللسان الاخر.
(٦) في المصدر : أن اجوز هذا المقام.
(٧) بتته : اي قطعه.
(٨) هود : ١٢.