الصلاة (١) على محمد وآله وتبرأ إلى الله عزوجل ممن ظلمهم ، وإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا» ، قال : قلت : فما لمن صامه؟ قال : «صيام ستين شهرا ولا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوّة على محمدصلىاللهعليهوآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم» (٢).
الثالث والأربعون : الشيخ الطوسي في التهذيب عن الحسين بن الحسن الحسني قال : حدّثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدّثنا علي بن الحسين العبدي قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام يقول : «صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عزوجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات ، وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عزوجل نبيا (٣) إلا وتعيّد في هذا اليوم وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ، ومن صلى فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة ، يسأل الله عزوجل يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد وعشر مرات آية الكرسي وعشر مرات إنا أنزلناه ، عدلت عند الله عزوجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ، وما سأل الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت له كائنة ما كانت الحاجة ، وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتها بعد ذلك ، ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما وفئاما (٤) فلم يزل يعدّ إلى أن عقد بيده عشرا ، ثم قال : أتدري كم الفئام؟ قلت : لا ، قال : مائة ألف كل فئام ، كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عزوجل وسقاهم في يوم ذي مسغبة والدرهم فيه بألف ألف درهم. قال : لعلّك ترى أن الله عزوجل خلق يوما أعظم حرمة منه ، لا والله لا والله ، ثم قال : وليكن من قولكم إذ التقيتم أن تقولوا : الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.
ثم قال : وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) إلى قوله : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٥).
__________________
(١) في المصدر : وتكثر فيه الصلاة.
(٢) التهذيب : ٤ / ٣٠٥.
(٣) في المصدر : نبيا قط.
(٤) الفئام : الجماعة من الناس.
(٥) آل عمران : ١٩٣. وفي المصدر ذكر تمام الآية وهي : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ* رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ