وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير ، وأحمد بن محمد بن سعيد (١) كتاب من روى خبر غدير خم ، [وابن جرير الطبري كتاب الولاية وهو كتاب غدير خم ، وذكر فيه سبعين طريقا] (٢) ومسعود الشجري كتابا في رواة هذا الخبر وطرقها ، واستخرج الرازي في كتابه اسماء رواتها على حروف المعجم (٣).
ولقد رواه أبو العباس بن عقدة وقال صاحب الحديث رحمهالله : سمعت أبا علي العطار الهمداني يقول: أروي هذا الحديث على مائتي وخمسين طريقا وقال : قال جدي شهر بن آشوب : سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول : شاهدت مجلّدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ويتلوه في المجلّدة التاسعة والعشرين ..
اقول : قد ذكر جمع من العلماء الأفاضل أن معنى الولي والمولى معنى واحد وهو الأولى بالتصرف في امور المسلمين الواجب عليهم طاعته في أوامره ونواهيه ، وهو معنى الإمام والخليفة ، واستدلوا على ذلك بادلّة كثيرة يطول الكتاب بذكرها ، وذكر رواة هذا الحديث يطول الكتاب بذكرهم اقتصرنا على هذا القدر ، ومن أراد الوقوف على ذلك ممّا لا مزيد عليه فعليه بكتاب «الشافي» للسيد المرتضى علم الهدى (٤) فإنه قد بلغ النهاية في ذلك ، وعليه بكتاب الشيخ الفاضل يحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق في كتاب «العمدة» (٥) وعليه بكتاب «الطرائف» (٦) للسيد الجليل أبي القاسم بن طاوس ، وكتاب الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب (٧) فإن في هذه الكتب بل في بعضها ما هو غنية للمصنف. والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.
وقد ذكروا من رواة هذا الخبر أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير وساقوا ذكر الرواة من الصحابة وغيرهم.
انتهى القسم الأول من الجزء الأول ويليه القسم الثاني وأوله الباب الثامن عشر.
__________________
(١) الحافظ أبو العباس بن عقدة المتوفي ٣٣٣.
(٢) الجملة بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.
(٣) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٢٥.
(٤) السيد المرتضى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي النقيب المتوفي ٤٣٦.
(٥) الفقيه المتكلم شرف الإسلام شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الاسدي الحلي الواسطي الربعي المتوفي ٦٠٠.
(٦) طبع في ايران عام ١٣٠٢ هج بالقطع الوزيري في ١٧٦ صفحة.
(٧) اشارة إلى كتاب «مناقب آل أبي طالب» يقع في أربعة اجزاء طبع بايران مكررا.