جاهلية يحاسبه الله عزوجل بما عمل في الإسلام» (١).
وعنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي السكري ، قال : حدّثنا الحسين بن حسان العبدي قال : حدّثنا عبد العزيز ابن مسلم ، عن يحيى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء فجلس النبيصلىاللهعليهوآله فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : «قم فداك أبي وأمي يا أبا تراب» ، ثم أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة فمكثا [فمكثنا] هنية ثم سمعنا ضحكا عاليا ، ثم خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله بوجه مشرق فقلنا : يا رسول الله دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلافه؟ فقال : «كيف لا أفرح وقد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلى (٢) أهل السماء» (٣).
وعنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري ، قال : حدّثنا عثمان بن عمران ، قال : حدّثنا عبد الله (٤) بن موسى عن عبد العزيز ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كان بين علي وفاطمة عليهماالسلام كلام فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله فكان هناك مثال (٥) فاضطجع عليه فجاءت فاطمة عليهاالسلام فاضطجعت من جانب ، وجاء علي عليهالسلام فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله يده فوضعها على سرته وأخذ يد فاطمة فوضعها على سرته فلم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج فقيل له : يا رسول دخلت وأنت على حال ، وخرجت ونحن نرى البشرى في وجهك؟ قال : «ما يمنعني وقد أصلحت بين اثنين أحب من على وجه الأرض [إلي]».
قلت : قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث : قال محمد بن علي بن الحسين : ليس هذا الخبر عندي بمعتمد ، ولا هو لي بمعتقد (٦) لأن عليا وفاطمة عليهماالسلام ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول اللهصلىاللهعليهوآله إلى الإصلاح بينهما ، لأنه عليهالسلام سيّد الوصيّين ، وهي سيّدة نساء العالمين ، مقتديان بنبي اللهصلىاللهعليهوآله في حسن الخلق ، لكنّه اعتمد في ذلك (٧) على ما حدثني به أحمد بن الحسن القطّان وذكر الحديث الذي ذكرناه في أول الباب (٨).
__________________
(١) علل الشرائع : ٥٧ ، وفيه : يحاسبه الله بها في الإسلام ، بحار الأنوار ٣٥ / ٥٠.
(٢) في علل الشرائع : الى والى.
(٣) علل الشرائع : ١٥٥ ط ـ النجف.
(٤) في علل الشرائع : عبيد الله.
(٥) في علل الشرائع : والقى له مثال. والمثال : الفراش الذي ينام عليه.
(٦) في علل الشرائع : ولا هو لي بمعتقد في هذه العلة.
(٧) في المخطوطة : لكني أعتمد من طريق العامة في ذلك.
(٨) علل الشرائع : : ١٥٦ ط النجف.