الخارجيّ قد عرف أن الرجل شيعيّ وأنه قد سأل إمامه المقيم في الحجاز. والله لا يهدي القوم الظالمين إلى ما فيه نيل ثوابه ، أو أنه تعالى لا يلطف بهم لأنهم ليسوا أهلا لذلك ولأنهم لا يطلبون لطفه ولا يرغبون بتوفيقه للعمل الصالح.
* * *
(قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤٥) وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (١٤٦) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١٤٧))
١٤٥ ـ (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ...) أي طعاما محرّما (عَلى طاعِمٍ) أي آكل (يَطْعَمُهُ) يأكله. وهذه الآية تدلّنا على أنه لا تحريم في المأكل إلّا بالوحي ، وهنا يتكلّم سبحانه عن الذبائح واللحوم. فقل يا محمد لا حرام في اللحوم (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً) أي حيوانا مأكول اللحم مات دون ذبح وتذكية (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) أي مصبوبا كالدّم الذي يتدفق من العروق ، بخلاف الدم الذي في الطحال أو ما في الكبد أو بعض الدماء المختلطة باللحم بحيث لا تنفكّ عنه ، فهي لا تعد في