عن الإمام الباقر عليهالسلام : أنه سئل : هل للمؤمن فضل على المسلم في أي شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال : لا ، هما يجريان في مجرى واحد. ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقرّبان به إلى الله عزوجل. أليس الله عزوجل يقول : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع الإيمان؟ قال : أليس قد قال الله أيضا : يضاعفه له أضعافا كثيرة. فالمؤمنون هم الّذين يضاعف الله لهم حسناتهم لكلّ حسنة بسبعين ضعفا. فهذا فضل المؤمن ، ويزيده الله حسنا له على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) أي اقترف ذنبا كبيرا أو صغيرا (فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) لا يكتب عليه إلّا بمقدارها فقط ويجازى بحسبها عدلا من الله سبحانه وتعالى (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي لا ينقص الثواب ويزيد العقاب ، وتعالى الله عن الظلم والجور لأنه ذو المغفرة والرحمة. وقد روي عن الإمام الصادق عليهالسلام : أنه لمّا أعطى الله إبليس ما أعطاه من القوة والإنظار ، قال آدم عليهالسلام : يا ربّ سلّطته على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق ، وأعطيته ما أعطيته ، فما لي ولولدي؟ فقال تعالى : لك ولولدك : السيئة بواحدة ، والحسنة بعشر أمثالها. قال : يا ربّ زدني. قال : التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النّفس الحلقوم. فقال : يا ربّ زدني. قال : أغفر ولا أبالي. قال آدم عليهالسلام : حسبي.
* * *
(قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) قُلْ أَغَيْرَ