اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥))
١٦١ ـ (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ...) أي اقطع يا محمد نزاع القول مع القوم الكافرين وقل : إنني هداني ربّي : أي أرشدني ودلّني وأراني الطريق المستقيم : الذي لا اعوجاج فيه وحيا من عنده وتفضّلا وكرما (دِيناً قِيَماً) دينا بدل من موضع : إلى صراط ، والمعنى : هداني صراطا ، دينا. وقيما أي : قيّما على وزن فيعل ، وهو مصدر بمعنى القيام وبمعنى قائم وثابت وهو أبلغ منهما (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) عطف بيان ، أي طريقة إبراهيم (ع) ودينه (حَنِيفاً) حال من إبراهيم ، وهو بمعنى الاستقامة ، أي أن إبراهيم عليهالسلام كان مستقيما في دينه (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) والجملة عطف بيان ممّا قبله ، وقد نفى سبحانه شرك إبراهيم (ع) وشرك من كان على طريقته.
١٦٢ ـ (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ...) أي دعائي وعبادتي وقرباني (وَمَحْيايَ وَمَماتِي) أي حياتي وما آتيه فيها ، وموتي وما أموت عليه (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي ذلك كلّه خالص لوجهه سبحانه وتعالى فهو رب الكون وسائر العوالم.
١٦٣ ـ (لا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ ...) أي لا أشرك معه غيره أحدا في عبادتي وغاية تخضّعي وتذلّلي ، وقد أمرني لأعترف (بِذلِكَ) أي بما ذكر في صدر الآية ، وأنا أعبده بغاية الإخلاص إذ لا تجوز العبادة إلّا له