في الأرض ولا في السماء
* * *
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨))
١٤ ـ (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ...) قل يا محمد للمعاندين : لا يجوز أن أتخذ وليّا غير الله لتكون مقاليد أموري بيده ويكون أولى منّي بنفسي. والسؤال استفهاميّ إنكاريّ لأن الله تعالى هو وليّ كل وليّ ، وهو ولي من لا وليّ له. فالكلام يدل على نفي اتخاذ غير الله وليّا مطلقا ، إلّا من ولّاه الله تعالى أمور الناس كالنبيّ وأوصياء النبيّ ، وإن كانت لفظة الولي ذات معان كثيرة لأنها تدل على النصير والصديق والحافظ ، كما تدل على من يلي أمر الإنسان في حياته الدنيوية ويتكفل بإدارة شؤونه وتدبير سائر أموره. فقل يا محمد : لا أتّخذ وليّا غير الله (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي مبدعهما وموجدهما من كتم العدم إلى حيّز الإمكان. وهذه العبارة تعليل لعدم جواز اتخاذ وليّ غيره سبحانه وتعالى ، لأن من كان بهذه المثابة من القدرة والعظمة بحيث فطر السماوات والأرض وخلق ما فيهما ، كيف نخلّيه ونتمسّك بولاية غيره ، وننكر عليه نعمة وجودنا وسائر