من اتّباع الكتاب والرسول ، وينأون : يبتعدون عن كلّ واحد منهما. وفي القمي قال : بنو هاشم كانوا ينصرون رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقريش كانت تمنع الناس عنه وتباعدهم عن الاجتماع به (وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) يعني أنهم بنهيهم هذا ومنعهم ذاك لا يهلكون ويتعبون إلّا أنفسهم (وَما يَشْعُرُونَ) ولا يحسّون بأن ضررهم لا يتعدّاهم إلى غيرهم لأن الله تعالى يتولى أمره ويجمع إليه من كان أهلا للإيمان والرضوان.
* * *
(وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧) بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٢٨) وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩) وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٠) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١))
٢٧ ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ...) يعني يا ليتك تراهم وقد عرضوا على جهنم وأوقفوا على شفيرها يرونها ويعاينون نيرانها ويسمعون حسيسها وزفيرها وصريفها الذي يشبه صريف الرعد ، ويتأملون أهوالها وهي ترمي بشرر كالقصر. وفي القمي أنها نزلت في بني أمية. فإنهم