مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) أي مضعف مكرهم بإلقاء الرعب في قلوبهم وبتفتيت جمعهم وتفريق شملهم. ويقال أوهن كيد عدوّه إذا قتل الجبابرة وأسر الأشراف.
* * *
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣))
١٩ ـ (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ...) قيل إن هذه الآية الشريفة خطاب للمشركين ، ذلك أن أبا جهل قال حين التقى الجمعان يوم بدر : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فانصر عليه. أو أنه قال : اللهم ربّنا ديننا القديم ودين محمد الحديث ، فأي الدّينين كان أحبّ إليك وأرضى عندك فانصر أهله اليوم. فمعنى الآية : إن تطلبوا النصر ـ أيها المشركون ـ لأهدى الفئتين فقد جاءكم نصر محمد (ص) وأصحابه. وفي بعض التفاسير أنه خطاب للمؤمنين ، ومعناه : إن تستنصروا على أعدائكم فقد جاءكم النصر بمحمد (ص) والأول أصح (وَإِنْ تَنْتَهُوا) أي تتركوا الكفر وتمتنعوا من قتال الرسول والمؤمنين (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَإِنْ تَعُودُوا) إلى قتال المسلمين (نَعُدْ) إلى نصرهم عليكم (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ