٢٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً ...) هذا خطاب للمؤمنين يفيد بأنهم إذا تجنّبوا معاصي الله سبحانه وأدّوا فرائضه وائتمروا بأوامره وانتهوا عن نواهيه (يَجْعَلْ) الله عزّ اسمه (لَكُمْ) أيها المؤمنون (فُرْقاناً) هداية إلى الحق ونورا في قلوبكم يجعلكم تفرّقون به بين الحق والباطل ، ونجاة (وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) يغفرها لكم بسترها عليكم (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) يعفو عن ذنوبكم وآثامكم التي اجترحتموها (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) أي صاحب الإنعام الزائد على خلقه والإفضال الكثير الكبير من غير استحقاق بل تكرّما منه وجودا ، وقد سمّي فضلا لأنه أعطاه لعباده ابتداء منه جلّ وعلا.
* * *
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٣٠) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَما كانَ صَلاتُهُمْ