مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦))
٦٤ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ ...) استفتح سبحانه هذه الكريمة بخطابه للنبيّ صلىاللهعليهوآله وحثّه على قتال الكافرين ، وبإخباره أن الله يكفيه أمرهم ويقيه شرورهم ، وهو يكفيك يا محمد ويكفي أيضا (مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي من وافقك منهم إلى ما تدعو إليه من الجهاد. وقال الحسن : معناه : حسبك وحسب من اتّبعك من المؤمنين ، أي أنه تعالى يكفيك ويكفيهم ، وهو الأقرب إلى الصواب.
أما موضع : من اتّبعك ، من الإعراب ، فهو الرفع ، والتقدير : حسبك الله وتبّاعك من المؤمنين. ويمكن على المعنى الآخر الأصح أن يكون نصبا عطفا على محل الكاف في : حسبك ، والتقدير : يكفيك ويكفي من اتّبعك. ولا يخفى أن الكاف في : حسبك ، في موضع جرّ بالإضافة ، ولكنه مفعول به في المعنى ، فعطفت جملة : ومن اتبعك ، على المعنى. قال الشاعر :
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد |
٦٥ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ ...) التحريض : هو الحثّ والحضّ. أي رغّبهم في الجهاد والقتال ، وابعثهم إليه بالوعد بالنّصر وكسب الغنائم في الدنيا ، وبالثواب الجزيل في الآخرة. و (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) على الحرب والقتال (يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) من أعدائكم (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ينتصروا عليهم ويقهروهم «ب» سبب (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) أي لا يدركون أمر الله ولا تستوعبه أفهامهم. والنصر لكم عليهم لأنكم تصدّقون بأمره تعالى وبما وعدكم به من الربح والثواب.
٦٦ ـ (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ ...) الآن : يعني في هذا الوقت. واللفظة مبنيّة مع الألف واللام الملازمة لها ، وقد خرج عن التمكن بشبه الحرف.