(ص) بعد هجرتكم الأولى (وَجاهَدُوا مَعَكُمْ) فقاتلوا الكفار والمشركين بجانبكم (فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) فهم من جملتكم إيمانا وهجرة وجهادا وحكما في الموالاة والميراث والنّصرة رغم تأخّر إيمانهم وهجرتهم (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) أي أن أهل القرابة بعضهم أحقّ بميراث بعضهم من غيرهم. وهذا ينسخ التوارث السابق بالمعاقدة والهجرة وسائر الأسباب كالمؤاخاة وغيرها ، وقد خطّ هذا الحكم (فِي كِتابِ اللهِ) أي في اللوح المحفوظ ، أو كما فصّل في القرآن لأبواب الإرث. وقوله هذا ، تبارك اسمه ، يدل على أن من كان أقرب إلى الميّت في النسب كان أولى بميراثه سواء كان ذا سهم أو غير ذي سهم ، أو عقبة أو غير ذي عقبة. ومن وافق مذهبنا في توريث ذوي الأرحام يستثني أصحاب الفرائض والعصبة من الآية مع أنه خلاف الظاهر منها (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) معناه ظاهر وقد مرّ تفسيره.
* * *