بذلك. وقد استهزأ سبحانه بهم فأورد لفظ البشارة في مورد الإخبار عن العذاب الموجع في نار جهنّم.
٤ ـ (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ ...) استثنى سبحانه وتعالى من البراءة من كان بيده عهد من النبيّ (ص) ولم ينقضه ولم تنقض مدته ، وعنى بهم بني كنانة وبني ضمرة كما عن الفرّاء ، إذ بقي من أجلهم تسعة أشهر ولم يظاهروا على المؤمنين ولا نقضوا عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان (ص) قد صالح أهل البحرين وهجر وأيلة ودومة الجندل وغيرهم ولم ينبذ إليهم عهودهم ولا حاربهم حتى مضى لسبيله صلوات الله وسلامه عليه ووفى لهم بما صالحهم عليه عملا بقوله سبحانه : (ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) أي لم يسقطوا من شروط عهودهم شيئا (وَلَمْ يُظاهِرُوا) أي لم يعاونوا (عَلَيْكُمْ) أيها المؤمنون (أَحَداً) من أعدائكم. هؤلاء (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) أي إلى انقضاء وقت عهودهم (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) المتجنّبين نقض العهود التي يعطونها.
* * *
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (٦))
٥ ـ (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ...) بدأ سبحانه بتفصيل ما يجري بعد انسلاخ : أي انقضاء الأشهر الحرم المعروفة عندهم التي حرّموا فيها القتال وهي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ، ورجب ـ ثلاثة سرد ، وواحد