(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩))
٢٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ...) خطاب منه سبحانه للمؤمنين كافّة بأن المشركين به غيره أنجاس أرجاس (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) فامنعوهم من دخول بيت الله الحرام (بَعْدَ عامِهِمْ هذا) أي بعد سنتهم هذه وإلى الأبد ، وكان ذلك سنة تسع حيث نادى فيها عليّ عليهالسلام بسورة (بَراءَةٌ) إذ قال : ولا يحجنّ بعد هذا العام مشرك. وقد سمّى الله تعالى المشركين أنجاسا لخبث اعتقاداتهم وأفعالهم وأقوالهم ، ولذا منعهم من دخول المسجد الحرام ، أي من الحرم الشريف وما حوله ، ثم قال للمسلمين : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) أي حاجة أو فقرا ، لأنهم خافوا انقطاع تجاراتهم ومعاطاتهم وخافوا أن تنقص وارداتهم ورزقهم فأمّنهم من هذه الناحية ووعدهم بالفرج إذ قال سبحانه : (فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وهذه بشارة بأن أهل الآفاق ستحمل الميرة إليكم وتأتيكم النّعم من كل صوب برحمة الله ونعمته ، وقد أسلم بعد هذه الوقعة أهل نجد وصنعاء وجرش وصاروا يحملون الطعام إلى مكة ، وكفى الله أهلها ما كانوا يخافون. وقيل أغناهم بالمطر والنبات والخير ، كما قيل أغناهم بالغنائم. و (إِنْ شاءَ)