ونحن عبيده المطيعون الممتثلون (وَعَلَى اللهِ) وحده (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي فليسلّموا الأمر لحكمته وتدبيره ويرضوا بتقديره وصلاح ما يختاره.
* * *
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (٥٢))
٥٢ ـ (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ...) أي : قل يا محمد لهؤلاء الكفرة : هل تنتظرون لنا إلّا واحدة من النّعمتين العظيمتين : إمّا النّصر على الأعداء والغنيمة في الدنيا ، وإمّا الشهادة والثواب في الآخرة؟ ولفظة (هَلْ) التي هي حرف استفهام ، جاءت هنا لتوبيخ المنافقين وتقريعهم ، ولتفيد أنهم واصلون إلى ما يكرهون من الخيبة والخسار حين يرون شقاءهم وهلاكهم ، وفوز خصمهم وسعادته (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ) أي نتوقّع (بِكُمْ) لا محالة (أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ) يحلّ بكم فيهلككم (مِنْ عِنْدِهِ) نازلا من السماء (أَوْ بِأَيْدِينا) بأن ينصرنا عليكم فنقتلكم بأيدينا وسيوفنا (فَتَرَبَّصُوا) أي انتظروا. وهذا تهديد لهم ووعيد شديد بسوء العاقبة (إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ننتظر لأنفسنا النصر أو الشهادة ، وننتظر لكم ذلّ البقاء أو القتل وخزي الآخرة. أو أننا نتربّص نصر دين الله وأتباعه ، وخذلان الشيطان وحزبه وأوليائه.
* * *
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣) وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا