كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) أي لم يظلمهم حين أهلكهم لأن إهلاكهم كان دون معاصيهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) فهم ظلموا أنفسهم بكفرهم لما كذّبوا رسلهم كما فعلتم أنتم سواء أبقيتم على الكفر أم أظهرتم الإسلام ونافقتم.
* * *
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١) وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢))
٧١ ـ (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ...) لم ينه سبحانه وتعالى الكلام عن الكفرة والمنافقين ولكنه قابل النقيض بالنقيض ليظهر الفرق بين مراتب هؤلاء وهؤلاء ، فقال : إن المؤمنين والمؤمنات بعضهم وليّ بعض في النّصرة والموالاة وسائر مظاهر الحياة ، وهم ـ رجالا ونساء ـ يد على من سواهم ، شأنهم شأن النفس الواحدة ، وهم (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) أي بجميع ما أمر الله تعالى به وأوجبه (وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) أي يمنع بعضهم بعضا عمّا نهى الله تعالى عن فعله (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) حسب أوامره جلّ وعلا ويمتثلون قوله وقول رسوله ويتّبعون ما يرضيهما ويداومون على فعل الطاعات جميعها ، و (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) تنالهم رحمته في الآخرة (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) منيع الجانب ، قادر على منح الرحمة وإيقاع