فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣))
٨٣ ـ (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ ...) أي : يا محمد إن ردّك الله تعالى من غزوك هذا (إِلى طائِفَةٍ) جماعة (مِنْهُمْ) من أولئك المنافقين المتخلّفين عن نفرك (فَاسْتَأْذَنُوكَ) وطلبوا منك الإذن «للخروج» معك إلى غزوة أخرى (فَقُلْ) لهم : (لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) لن أسمح لكم بمرافقتي في أية غزوة (وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا) في حرب من حروبي التي في غزوة تبوك (فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) يعني ابقوا مع المتأخّرين عن الجهاد ، الذين قيل إنهم النساء والصبيان ، وقيل هم المعتذرون ، أو هم المتأخرون بغير عذر ، وقيل أيضا هم المخالفون والفاسدون والمفسدون.
* * *
(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥))
٨٤ ـ (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً ...) هو أمر ينهاه به عن الصلاة على أي واحد مات منهم ، وقد كان من عادته (ص) أن يصلّي على أمواتهم ويجري عليهم أحكام الإسلام. وجملة (ماتَ) بفعلها وفاعلها في محل جرّ ، صفة ل (أَحَدٍ) بتقدير : على أحد ميت ، و (أَبَداً) منصوب على الظرفية (وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) أي لا تقف على قبره كما هي عادتك لتدعو له بالمغفرة ، حيث (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) أنكروهما (وَماتُوا) على