إبطان الكفر بهما (وَهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن أمر الله تعالى وأمر رسوله (ص).
٨٥ ـ (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ ...) الخطاب ما زال للنبيّ (ص) يقينا ولكن يراد به الأمة المسلمة بأسرها ، فينبغي أن لا يعجب الناس ما هم فيه من مال ورغد عيش وأولاد وأحفاد (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا) بما يلحقهم منها من الهموم ، وبما يصيبهم من الخسائر والسبي وغيره ممّا يغنمه المسلمون منهم فيكون ذلك عذابا لهم في الدنيا (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) تهلك وتموت (وَهُمْ كافِرُونَ) باقون على كفرهم بحيث لا يفيدهم مال ولا أولاد ، وقد مرّ تفسير مثلها فيما سبق.
* * *
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧))
٨٦ ـ (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ ...) أي إذا أنزلت آية من القرآن تدعو إلى الإيمان والتمسك به والمداومة عليه ويدخل فيها المنافق لأن الأمر يشمله بترك النفاق واتّباع الإيمان (وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ) يعني : كونوا معه في جهاد عدوّه إمّا في الحرب أو في الدّعوة إلى الإيمان بالله تعالى وبه (اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ) أي طلب الإذن منك في التخلّف أصحاب المال وذوو القدرة (مِنْهُمْ) من المنافقين (وَقالُوا) لك (ذَرْنا) دعنا واتركنا (نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ) نبقى مع المتأخرين عن الجهاد والدعوة مع النساء والصبيان.